الأحد، 27 مارس 2011

منظور الإسلام للصحة النفسيةPerspective of Islam to mental health5

The perspective of Islam to the Mental Health Part V | | the relationship between Islam and Mental Health | | Islam and Psychology | | Islam in the relationship of mental health and the human psyche

منظور الإسلام للصحة النفسية الجزء الخامس||العلاقة بين الإسلام و الصحة النفسية ||الإسلام و النفس ||علاقة الإسلام في الصحة النفسية و النفس البشرية


العلاقة بين الإسلام والصحة النفسية


أ- هي علاقة الكل بالجزء .
2- هي علاقة الثابت بالمتغير.

وعلى هذا
فحدود الإسلام تشمل الصحة النفسية وحدود الصحة النفسية لا تشمل الإسلام.

والإسلام دين خالد باق... والصحة النفسية قواعدها متغيرة تختلف مع تقدم العلم والمعرفة وتختلف مع العمر من مرحلة إلى مرحلة وتختلف مع الزمن من جيل إلى جيل.. ومن مفهوم او مدرسة إلى مفهوم ومدرسة .

الإسلام عقيدة والصحة النفسية علم والعقيدة دين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والصحة النفسية كعلم معرض للخطأ والصواب تحكيما وطريقا وتعديلا.

الإسلام والنفس :

ابتداء ينبغي أن نقرر أن القرآن كتاب عقيدة وليس كتاب علم وأن ما ورد به من معارف
علمية كانت على سبيل ضرب الأمثال ( ويضرب الله الأمثال للناس ) سورة النور / 35.

وعلى هذا فلا نتصور أن الإسلام بالتالي علم يتصدى للقضايا العلمية. وإنما هو منهج حياة وأنه في هذا المنهج يعتمد على جملة قضايا يحددها سبيلا واضحا. (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) آخر سورة الأنعام/ 153 . ونورد هنا نظرة الإسلام إلى بعض المفاهيم النفسية كما نتصور... وهي محاولة للاجتهاد فنعرض للصواب والخطأ. ونرجو من الله أن ننال ثواب المجتهد إن أخطأ وإن أصاب.

أ- مفهوم النفس:

النفس كما يتحدث عنها علم النفس مشكلة موضع خلاف فبعض الباحثين يعرفون النفس على أساس تركيبي وبعضهم يعرفها على أساس وظيفي .

ا- الأساس التركيبي :
أكثر التوصيفات التركيبية شيوعا للنفس هي ما أشارت إليه مدرسة التحليل النفسي أن اعتبار النفس تركيب من أجزاء هي :

إلهي ID

الأنا Egg

الأنا الأعلى Superego

وأن هذا التركيب بمكوناته هو ما يمكن أن نعتبره النفس ومن الطبيعي أن يكون لهذا التركيب البسيط جزئيات وتفريعات وتطويرات تشمل الكثير من الأفكار والمدارس.

2- الأساس الوظيفي :

وبعض لباحثين يسقطون الجانب التركيبي للنفس نظرا للاختلاف البين في مجاله حيث أنه يضيف تركيبا مجردا لا جسم له.. ويلجأون إلى تعريف النفس باعتبارها التركيب الذي يؤدي الوظائف النفسية الأساسية وهي:

أ- الوظيفة المعرفية بدءا من الإحساس والانتباه والإدراك والتفكير والتصور والتذكر.
ب- الوظيفة الوجدانية بمكوناتها من المشاعر والانفعالات والعواطف.

ب- الوظيفة النزوعية بمكوناتها من الحركة والكلام والإرادة والقدرات العامة والخاصة والدوافع.

ب- النفس في المفهوم الإسلامي:

إن النفس في القرآن وردت بمفهوم الذات.

(وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ). سورة البقرة/ 54.

وقد ورد في القرآن صنوف النفس أتصور أنها جزء من مكونات النفس. وهي:
النفس الأمارة (إن النفس لأمارة بالسوء). سورة يوسف/ 53.

النفس اللوامة: وقد أقسم بها الله (ولا أقسم بالنفس اللوامة). سورة القيامة/ 2.

وفي تصوري أن وجود هذين التكوينين في النفس الإنسانية يتوازى مع مفهوم "اللهو" في التحليل النفسي وتعني الجزء من النفس الذي يشمل الغرائز والرغبات وغيرها "والأنا الأعلى" وهو ما يمثل الضمير الذي يشمل نتاج التربية والتعليم من الوالد للأبناء. ونتاج الاختلاف بين التركيبين النفسيين هو ما تواضع الباحثون على تسميته بالصراع النفسي الذي ينتهي باتخاذ السلوك موقفا إلى جانب أي من الطرفين وهو ما أشار إليه القرآن (وهديناه النجدين ) سورة البلد/ 10. (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) سورة الإنسان / 3.

وبينما أخذت نظرية التحليل النفسي بحتمية السلوك الإنساني، أخذ الإسلام، بمنهج اختيارية السلوك كما "قدمنا ( وهديناه النجدين ) سورة البلد / 10 ، ومن هنا كانت مسئولية الاختيار تقع على عاتق الإنسان الفرد.

وقد ذهب المفهوم الإسلامي خطوة أوسع فاعتبر أن السلوك هو محل الحكم (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) سورة الواقعة/ 8 . وفي تقويمنا لسلوك الآخرين فإن الإسلام اتجه إلى التقدير على ظاهر السلوك "أمرت أن آخذ الناس بالظواهر وعلى الله البواطن " بينما اتجه التحليل النفسي إلى البحث عن الدوافع وتقويمها في اللاوعي الأمر الذي يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء لان ما بالداخل ما هو إلا دليل قطعي عليه وما هو إلا رأي الباحث وظنه .

وفي صراع الإنسان النفسي بين النفس الأمارة واللوامة فإنه يصل في النهاية إلى تغليب جانب الخير في نفسه وهنا يصل إلى درجة من الاطمئنان النفسي يؤكدها إيمانه بالله وغيبه وقضائه وقدره واليوم الآخر والملائكة والنبيين.

وهنا تصبح ذاته مطمئنة تستحق أن توصف بلفظ "النفس المطمئنة" فإن النفس المطمئنة هدف يقصده كل إنسان خروجا من الصراع النفسي الذي يعيشه .

وتقويم القرآن للنفس على أساسها أنها الذاتي قد يلزمنا أن نذكر بعض الشيء عن سيكولوجية الذات كمنهج دراسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق