الأحد، 27 مارس 2011

منظور الإسلام للصحة النفسية 8الحدود و الضوابط الشرعية و الصحة Rules and Mental Health النفسية

Border and mental health | | controls and Mental Health | | Islam perspective of mental health 7 | |

الحدود و الصحة النفسية ||الضوابط و الصحة النفسية||منظور الإسلام للصحة النفسية7||

الحدود والصحة النفسية

الحدود هي العقوبات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على مرتكبي الجرائم في المجتمع الإسلامي. ويلاحظ أن العقوبات في المجتمع الإنساني مرت بفترة كانت فلسفتها هي فلسفة الانتقام للمعتدي عليه. ولذلك كانت تقع أحكام غريبة مثل الحكم بتفتيت الحجر الذي تسبب سقوطه في إصابة شخص... وهكذا ثم مرت فترة كانت فلسفة العقوبات هي إصلاح حال المجرم. وفي هذه الفترة اتجه المشرع إلى تخفيف العقوبات وحتى إلى إلغاء الإعدام على جريمة القتل وتحسين أوضاع المجرمين في السجون وتعليمهم ما ينفعهم، غير أن الإسلام لم يأخذ بأي من الاتجاهين في موضوع الحدود إذ أن الفلسفة التي تحكم الحدود جميعا هي إصلاح المجتمع من خلال ما يلي:

ا- علانية تنفيذ الحد ليتعظ الأفراد. وهكذا يبتعدون عن الجريمة.
2- التشدد في العقوبات البدنية كالرجم والقطع والقص بالسيف وذلك حتى لا يترك لذوي النفوس الضعيفة الذين يطمعون في سماحة المجتمع أي فرصة للتفكير في ارتكاب أي من الجرائم.

3- الربط بين الحدود وإرادة الله (تلك حدود الله فلا تعتدوها ) سورة البقرة/ 229. ونظرا لشدة العقوبات في الإسلام فإن القاعدة الشرعية تنص على درء الحدود بالشبهات. وهكذا لابد من اليقين لتوقيع الحدود. وطبيعي أن التوازن الاجتماعي في الإسلام يقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد وقد كان التطبيق لهذه الحدود صوناً للأمن في المجتمعات الإسلامية وهكذا يتحقق ما يلي :

1- الأمن للمجتمع.
2- الاتعاظ لأفراد المجتمع.

3- استبشاع الجريمة من خلال استبشاع عقوبتها على أساس شرطي.

وهكذا تتحقق مصلحة الفرد من خلال تحقق مصلحة الجماعة والمجتمع.

الإسلام والمرض النفسي
أ- هل يمرض المسلم :؟

المسلم يمرض بالمرض النفسي كغيره من البشر وذلك لجملة أسباب:

ا- أنه إنسان والإنسان معرض للمرض الجسماني والنفسي لأن المرض أحد مخلوقات الله وأسبابه سبحانه وتعالى في تكييف هذا الكون وضبطه..
فكم خلال المرض يموت بعض البشر

ومن خلال وجود المرض يرتزق بعض البشر

ومن خلال وجود المرض يتعب بعض الأفراد

سواء كانوا مرضى أو من أهل المرضى.

2- أن المرض النفسي كغيره من الأمراض له أسبابه الجسمية البيولوجية وأسبابه النفسية وأسبابه الاجتماعية ويتعرض المسلم لهذه الأسباب كغيره من البشر.

3- أن الوسائل الدفاعية التي تقي من المرض ومن بينها الإيمان بالله لا تكفي وحدها للوقاية تماما من المرض النفسي ولذلك يحدث المرض النفسي للمسلم- فلو نجحت وسائل الوقاية تماما لاختفى المرض من الحياة ولتغير قاموس الكون .

4- أن كثير من الأمراض النفسية في المرض النفسي تتعرض للوظائف النفسية المعرفية والوجدانية والسلوكية وهي في هذا تختلط بالعمليات الإيمانية التي تتعرض لنفس الوظائف وعندما تحدث الأعراض النفسية للمؤمن يتصور أنها نتاج العملية الإيمانية ويصعب على الطيب النفسي أن يحكم في مثل هذه المواقف المتداخلة. غير أنه من الممكن أن يعتمد على المؤشرات الآتية للحكم بوجود المرض :

ا- عدم الرضا عن الظاهرة من الفرد نفسه .
2- عدم رضا المجتمع وعدم تقبله لهذه الظاهرة .

3- تأثر إنتاجية الفرد تتجه لحدوث الظاهرة .

4- إن الإيمان عملية قلبية غيبية بالدرجة الأولى (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) سورة الحجرات/ 14. وباعتباره عملية قلبية غيبية فإنه لا يمكن قياسها أو الحكم على حقيقتها وبالتالي يصعب تحديد ما إذا كان الإيمان كافيا لدفع المرض على أساس واقعي أو تجريبي .

المتدين والمرض النفسي :
التدين كما قدمنا أحد العوامل الدفاعية ضد المرض النفسي . إلا أن التدين قي ذاته عبء نفسي شديد .

مصداقا لقول الحق (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) سورة المزمل /5. وباعتباره عبئا فقد لا يحتمل المسلم شدته فتضطرب وظائفه النفسية.

كما أن بعض المرضى قد يلجأون إلى التدين على تصور أنه هو العلاج.. غير أن الدين الصحيح لا يقبل به إلا مسلم صحيح ومن هناك يظهر المرض رغم التدين ومظاهره .

ما هو موقف الدين من العلاج

العلاج فضيلة مندوبة لكل سقم من واقع حديث رسول الله تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء. ولا يختلف على هذه القاعدة مسلم أو كافر. ولا يختلف أو يمتنع تناولنا للمرض بالتداوي منه بسبب أن المرض عضوي أو نفسي .

وكما نعلم فإن لكل داء دواء يستطب به والأمراض النفسية لها علاجها الذي يمكن أن نجمله بأنه يقع على ثلاثة محاور:ـ

ا- العلاج العضوي البيولوجي.. ولا غرابة في هذا فمع التقدم العلمي ثبتت العلاقة بين التغيرات البيولوجية والتغيرات النفسية سواء في مرحلة السواء أو مرحلة المرض.

2- العلاج النفسي بأنواعه المختلفة. ومن بينها العلاج المعرفي والسلوكي وأعتقد أن الإسلام يركز في قواعده على هذا الاتجاه لتصحيح مفاهيم البشر وتعديل عاداتهم وسلوكياتهم. وأعتقد أن استخدام هذا الاتجاه يتمشى مع الفلسفة العامة للإسلام. بل إني أقول إن الاتجاه إلى العلاج المعرفي الجماعي بدأ مع الإسلام في حلقات الدرس في المساجد وغيرها. ومن بين أنواع العلاج النفسي العلاج التحليلي والإيحاء الجمعي وغيرها .

3- العلاج الاجتماعي لتطوير الظروف البيئية والاجتماعية لتكون أكثر مناسبة للمريض الأمر الذي يساعد على عودته إلى السواء وأعتقد أن العقيدة الصحيحة لا تمنع أيا من هذه العلاجات .

ثم إننا نلاحظ في قضية العلاج النفسي تطورا جديدا يهتم بتعديل المفاهيم الدينية الخاطئة لدى المرضى وإعدادهم لتقبل قضاء الله وقدره وتحفيزهم على العمل المنتج في الدنيا لتحصيل خير الدنيا والآخرة وهذا ما نسميه العلاج الديني.

والعلاج الديني كغيره من أنواع العلاجات يستخدم مع مرضى معينين ولا يستخدم مع كل المرضى.

ولهذا فإننا في تحقيق العلاج... لأن العلاج في المرض النفسي لا يقوم به فرد واحد وإنما تقوم به مجموعة من الأفراد ذوي تخصصات مختلفة.. في فريق العلاج لا نرى مانعا من وجود الداعية الديني على أن يقوم بدور محدد يعاون على الشفاء. ويحدده له الطبيب النفسي الذي يقوم بقيادة الفريق .

الدور النفسي للداعية المسلم

إن الإسلام دين الجميع والمسلمون كأسنان المشط. وتميز فرد مسلم بالعلم يلقى عليه كمسئولية الخشوع لله وخشيته. ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ومسئولية نقل العلم "ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها!. والداعية المسلم عليه دوره التعليمي المعرفي إلا أن له دورا نفسيا مؤكدا في كل ما يعلم به ويأتيه من عمل . وهذا الدور يمكن أن نوجزه في دورين دور وقائي ودور علاجي .

أ- الدور الوقائي:
ا- مساعدة المسلم على حل مشاكله الاجتماعية والأسرية ويساعد على ذلك موقف الاحترام الذي يكون من المسلم للعلم والعلماء وخضوعه لهم مهما كان انفعاله وعصبيته .

2- مساعدة المسلم على تقبل الحياة وتحقيق الرضى النفسي من خلال الإيمان بالقضاء والقدر والموقف التفاؤلي الإسلامي للحياة .

3- مساعدة المسلم على تقوية الوازع الديني والقوى الروحية في نفسه وهكذا يساعد على بناء الضمير الفردي الذي يقود معركة الصراع الإنساني ضد غرائز الفرد ورغباته غير المشروعة. التي تهدم الفرد ثم المجتمع... كما يساعد على بناء الضمير الجماعي للمجتمع الذي يشكل قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده .

4- مساعدة المسلم على فهم الحياة بنوازعها المختلفة والمؤثرة وتحقيق الاتزان في هذا الفهم مما يعدل المفاهيم والقيم ويصل بالفرد إلى الاطمئنان النفسي.

5- الاهتمام بالمسلم كإنسان في مجتمع ومحاولة التأكيـد على الروابط الاجتماعية للإنسان الأمر الذي يساعد الفرد على الانتماء للمجتمع ويزيد من صلابة المجتمع.

6- التمييز بين التغيرات الوجدانية والنفسية التي تطرأ على الفرد من ناحية وقد يساعد على إعادتها إلى السواء الوسائل الدينية المختلفة وبين الاضطرابات النفسية التي تستدعي تدخل الطبيب النفسي .

وهذه النقاط تستدعي إعادة تدريب الدعاة في المعارف النفسية ليتمكنوا من القيام بكل هذه الواجبات .

ب- ا الدور العلاجي:

المشاركة في فريق العلاج طبقا لخطة مرسومة محددة يحددها الطبيب النفسي.

. الرئيس: الدكتور / علي عبد الفتاح .

منظور الإسلام للصحة النفسية Seklogip self 6

Seklogip self | | the perspective of Islam to the Mental Health Part VI | | Schools Seklogip self
سيكلوجية الذات || منظور الإسلام للصحة النفسية الجزء السادس ||مدارس سيكلوجية الذات



سيكولوجية الذات Ego psychology

تعتمد مدارس سيكولوجية الذات على القواعد الآتية:
ا- الاهتمام بالشعور وشبه الشعور- بدلا من العمق في اللا شعور.

2- إعطاء الاهتمام الأكثر للذات الشعورية - فهي محور التعامل.

3- الإنسان طاقة وقدرة يمكن أن يواجه المواقف.

4- الجانب البيئي له أهمية كبيرة في الدراسة- فإن المشكلة الفردية ما هي إلا نتاج تفاعل الجانب الذاتي والبيئي معا.

5- الاهتمام بالحاضر في المقام الأول على أساس أنه هو المؤثر الأصيل في المستقبل.

وظيفة الذات تنحصر في العمليات الآتية :

ا- المواءمة بين نزعات الذات العليا والذات الدنيا.
2- المواءمة بين الشخصية ككل وبين المجتمع الذي نعيش فيه.

بعض تعريفات سيكولوجية الذات :
الذات: هي الجهاز المنظم للشخصية كما أنها الجزء الواعي منها والذي يمكن أن يوجه إليه الجهد لتستعيد الشخصية قوتها وحيوتها .

تقوية الذات: يعتمد على الممارسة لنصل إلى الإدراك ولنحس بالمشاعر ونقوم بالتصرف بكفاءة عالية.

تقويم الذات: يستند على نموذج لقياس الذات السوية (النموذج المحدد في الإسلام هو شخصية الرسول ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) . سورة الأحزاب/ 21.

المشكلة الإنسانية في سيكولوجية الذات؟

ترجع المشكلة الإنسان في مدارس سيكولوجية الذات إلى الاحتمالات الآتية:

1- عدم إشباع الحاجات الأساسية للفرد وقد عمل الإسلام على تخفيفها بالقواعد العديدة ومنها:
أ- إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه.

ب- الزكاة والطقوس الإسلامية وإشباع الحاجات الأساسية.

ب- مسئولية الحاكم تجاه المحكوم: لو عثرت بغلة بالعراق لوجدتني مسئولا عنها يوم القيامة لمَ لمْ أسو الطريق.

2- الضغوط الخارجية : وعلاجها تخفيف الضغوط التي تؤدي إلى الإحباط وقد اعتمد الإسلام على منطلق وحدة المسلمين وتعاونهم لتخفيف الضغوط الواقعة على الفرد المسلم والجماعة المسلمة .

3- الصراع النفسي بين الرغبات والدوافع: وقد عالج الإسلام هذا العامل بالتوحيد فكل عمل ينبغي أن يتجه إلى الله ويراعى فيه وجهه.

مناهج الإسلام والصحة النفسية

الإسلام يقوم على ركيزتين أساسيتين (1) العبادات والعقائد، (2) المعاملات. وفي التطبيق الحياتي كان لابد من وجود الحدود لضبط المجتمع.

وفي هذه العجالة سنتصدى لشرح العبادات والمعاملات والحدود وآثارها على الصحة النفسية للفرد والجماعة.

العبادات وتأثيرها على الناحية النفسية؟

بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان.. وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.

ا- الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله

إنها الإقرار بالوحدانية لله وعلى هذا اعتباره هو القوة الوحيدة الحاكمة ويؤدي هذا الإقرار إلى ما يلي :

أ- الإحساس بالتجانس في الكون واتساق القوانين المنظمة لهذا الكون لأن مصدرها واحد وبالتالي سيؤدي هذا الإحساس بعدم التناقض بين القوى الدنيا في تفاعلها مما يجعل الإنسان يحس بالاستقرار ثم الاطمئنان... وذلك من خلال الاطمئنان إلى حكم الله الواحد والرضى بقضائه "من لم يرض بقضائي فليخرج من تحت سمائي.

2- الإحساس بقدرة الله الواحد في خلق هذا الكون الأمر الذي يؤدي إلى الاطمئنان إلى هذه القدرة والرضى بقضاء الله خيره وشره... مما يؤكد على مزيد من الاطمئنان النفسي..

3- الإحساس بحاكمية الله وما كان الله ليحكم من غير حكمه وعلى هذا نستقبل الإنسان وحياته وقدره مضمون ومحكوم بالحكمة الإلهية... مما يزيد الإنسان ثقة في نفسه وحاضره ومستقبله... مما يقلل من قلقه ويدفع إلى مزيد من الاطمئنان.

شهادة أن محمدا رسول الله

كما سبق أن ذكرنا فإن الإنسان في حاجة دائمة لتقويم ذاته في علاقته المعقدة مع غيره ومع نفسه ومع الله .

ومن هنا كان الإقرار بنبوة محمد هو اختيار للنموذج الذي نقيس إليه أنفسنا.. هذا النموذج الذي اتصف بأنه الرحمة المهداة.. والأسوة الحسنة.. ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) سورة الأنبياء/ 107. ومحاولة الوصول إلى صفات هذا النموذج من خلال الممارسة كان للارتفاع بالأداء الإنساني إلى:

ا- أسمى درجات الكفاءة في العمل.
2- أفضل المناهج الأخلاقية في التعامل مع البشر في التسامح... والإيثار.. والعدل.

3-) أفضل المناهج في تقويم الذات.. بالاعتراف بالخطأ وتربية الذات بالتحكم في رغباتها غير المشروعة.

4- أفضل المناهج في التعامل مع الحياة.. فالتفاؤل هو القاعدة استنادا إلى التوكل على القادر (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتهـا الأنهار). سورة البقرة / 25.

ومن هنا تكون حياة المسلم أكثر كفاءة وتفاؤلا وعلى أكبر اتساق مع القيم.

2- الصلاة ( إن الصلاة كانت عل المؤمنين كتابا موقوتا ) سورة النساء / 103.
الصلاة مخ العبادة وهي بهذا المفهوم تربية سلوكية على جملة خصال :

ا- الانتظام واحترام الزمن.. والتعامل في الحياة عل أساس زمان مقرر فلكل صلاة وقتها .
2- تعود النظافة من خلال عمليات الطهارة والوضوء .

3- تعود الارتباط بالجماعة من خلال صلاة الجماعة .

4- تعود الطاعة في غير المعمية من خلال متابعة الإمام.

5- تعود الاستماع من خلال الاستماع إلى تلاوة القرآن .

6- تعود النظام من خلال الوقوف والركوع والسجود .

7- تعود الخشوع والاتجاه إلى الله الأمر الذي يرفع قدرة الفرد على التسامي .

8- تعود الإحسان في العمل من خلال الأداء المنضبط للصلاة ثم من خلال النوافل تأكيدا للعمل. وازديادا في القرب من الله وهكذا فإن الصلاة تدريب سلوكي يصحح كثيرا من أخطاء البشر في التعامل ويمهد الإنسان لصحة نفسية أسلم .

3- الزكاة :

الزكاة هي تدريب على عادات سلوكية إيجابية محددة ومع تكرارية التدريب تصبح هذه العادات جزءا لا يتجزأ من سلوك الإنسان... هذا السلوك الذي يتصف بجملة من المفاهيم والصفات أهمها : ـ

ا- قيمة المال: قيمة المال ليست قيمة مادية نهائية متناهية وإنما قيمته فيما يؤديه من وظائف وأعمال دنيوية ودينية فالزكاة طهارة للمال بالمعنى الديني .
2- قيمة التكافل الاجتماعي من أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم في مقابل القيمة السلبية للفردية على إطلاقها .

3 - قيمة الإيثار في مقابل قيمة الأثرة.

4- التعود عل الأخذ والعطاء. في حركة ديناميكية إيجابية تمتد لتشمل كل إمكانات الحياة وليس المال فقط .

ومن المفيد أن نقرر أنه رغم تقرير الإسلام لمبدأ الزكاة إلا أنه دفع القيمة السلبية الناتجة عنه وهي الاعتماد على الآخرين من جانب غير القادر. ولذلك قرر الرسول أن اليد العليا خير من اليد السفلى.. كما قرر "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
فحق الفقير في الزكاة نظمه شجب المسألة وتفضيل العمل ( فالمسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف . سواء كانت هذه القوة بدنية أو نفسية أو اتحادية أو إيجابية أو غير ذلك .

4- الصوم :

"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي "
والصوم عبادة حقيقية إذ من العسير على الرائي أن يحدد صدق الفرد في صومه.. ولكن الفرد يعرف حقيقة صومه. ومن هنا كانت قيمة الصوم في أنه يناسب بين المشاعر الداخلية والنية الحقيقية من ناحية والسلوك الخارجي العام. هذا الاتساق يفتقده البشر... وانعدامه هو أساس النفاق في المجتمع. فكانت إحدى القيم الحقيقة للصوم هي البعد عن النفاق كسلوك ونحن نعلم أن النفاق من الناحية النفسية يترك الإنسان في حالة من التفسخ بين ما يراه صحيحا وما ينطق عنه بلسانه الأمر الذي يجعله يحس بعدم التجانس النفسي وعدم الوفاق الداخلي تحقيقا لمنفعة . وانعدام التجانس الداخلي يزيد من توتر الإنسان وقلقه خاصة في انتظاره لثمرات قد لا تأتي من خلال سلوكه الثقافي .

والصوم من الناحية النفسية يضيف سلوكيات جديدة للإنسان مثل:-

ا- الصبر على احتياجات الجسد وإمكانية تأجيلها ونحن نعلم أن تأجيل إشباع الاحتياجات العضوية والنفسية والاجتماعية أحد الميكانيكيات الدفاعية الإيجابية لحل التوتر وتحقيق الاطمئنان النفسي .

2- الإحساس بالانتماء لأفراد الجماعة. وهذا الإحساس بالانتماء تغذيه كل العبادات في الإسلام. فالكل يمارس كل العبادات.

5- الحج :
الحج عبادة. منفردة في أن تركيزها الأصيل على :

أ- تأكيد الإيمان بالله وحده.
ب- التأكيد على وحدة الأمة.

في تعاملها وتحقيقها لمنافعها الدينية والدنيوية على حد سواء.

وتتبين هذه الوحدة في المظاهرة الآتية :

1 - الإجرام...
2 - توحيد الطقوس في الزمان والمكان والمناسك بالنسبة للجميع.

3- توحد زمن انتهاء الحج .

4- تعرف الناس على بعضهم البعض وتعارفهم جماعات وأفرادا.

وكأن الحاج يقول الله واحد وأمته واحدة.. وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وإذا كان الإيمان بالله الواحد يبدأ مع الشهادة . إلا أن وحدة الأمة تعني من الناحية النفسية:

أ- إشباع دوافع انتماء الفرد للجماعة وأنه فرد واحد في هذه الأمة الكبيرة .
2- إشباع دافع إحساس الفرد بتقدير الجماعة.

3- إشباع دافع العمل الجمعي لتحقيق الأهداف الكلية.

وهكذا فإنه مع إشباع هذه الاحتياجات الاجتماعية يزداد الاطمئنان النفسي والثقة بالنفس في المسلم وفي جماعته.

المعاملات في الإسلام والصحة. النفسية

ا- علاقة الإنسان بالمال في الإسلام:
الإنسان مستخلف من الله على ما يملك في نظر الإسلام .

- إني جاعل في الأرض خليفة.....

- مال الله الذي آتاكم.

والاستخلاف أو التوكيل بالمعنى المتداول لا يلغي ملكية الأصل أو حقه في التصرف. ومن هنا كان التصرف في المال في الإسلام نابعا من أوامر الله ونواهيه.

وفكرة الاستخلاف تضعف بالتالي من العلاقة بين الإنسان والمال الأمر الذي يسهل عليه تقبل تعاليم الله فيه. والإسلام يقر بمبدأ الملكية الفردية ويحدها بالزكاة وهي حق المجتمع.
فالمال وظيفة اجتماعية قبل أن يكون ملكية .

وهذه الفطرة المتوازنة تؤدي إلى جملة مظاهر :

أ- المال للمسلم. ليس رِباً بعد وإنما هو وظيفة يشاركه فيها المجتمع.. الأمر الذي يزيد. من الاتجاه إلى التكافل الاجتماعي .

ب- نظرة الأبناء (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر/ 9. يؤكد معنى التكافل .

والتكافل الاجتماعي يؤدي إلى وحدة الأمة وجدانيا وبالتالي إلى استقرارها وأمنها... ومن هنا نصل إلى كثير من الطمأنينة النفسية للقادر وغير القادر.

2- التعامل في المال :

حرص الإسلام على تأكيد حرمة المال أي حق الإنسان فيما استخلفه الله فيه ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) . سورة البقرة / 188 .

كم نهى عن غش الناس في التعامل "من غشنا فليس منا " ويل للمطففين ). سورة المطففين/ا

كما أمر بأداء الأمانات ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) سورة النساء / 58. كما أمر بكتابة التعاملات ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) سورة البقرة / 282. كما حرص على احترام التعاقدات ( وأوفوا بالعقود ) ، سورة المائدة / 1. كما حرص على الشهادة لتأكيد الحقوق .

( ولا يـأب الشهداء إذا ما دعوا) سورة البقرة / 282.
( ولا تكتموا الشهادة ) ، سور البقرة /283 .

كما أكد على وجوب التنمية ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) سورة الملك/ 15، وهكذا يأمن المجتمع فيأمن الفرد وكل هذه التعاليم تساعد على التداول السليم للأموال وبالتالي إلى استقرار المجتمع والفرد .

3 - المواريث :

إن نظرة الإنسان الى المواريث هي امتداد لنظرة الاستخلاف في المال وتوزيع الميراث على الورثة طبقا للقواعد الإسلامية المعروفة يؤكد .

ا- معنى العدل.. في التقسيم على المستحقين .
2- مراعاة الاحتياجات في منح الذكر مثل حظ الأنثيين .

وهكذا يرسي الإسلام مزيدا من القواعد لاستقرار المجتمع الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاطمئنان النفسي .

4- قواعد السلوك في المجتمع :

والقواعد التي وضعها الإسلام للسلوك الاجتماعي يطول شرحها إلا أننا من الممكن أن نوجز بعضا منها فيما يلي : ـ

1 - قاعدة العلو والوصول إلى حقيقة المعلومة ويدخل في ذلك المعلومة الاجتماعية التي تؤثر على العلاقات ( إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) . سورة الحجرات /6 .

2- قاعدة التعاون .. ( كمثل الجسد ) ..

3- قاعدة الإيثار والمساحة ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر / 9 . " رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى " .
4-. قاعدة القدوة الحسنة "مثل الجليس الصالح "... الخ.( ولكم في رسول الله أسوة حسنة)

5-- قاعدة العدالة:( اعدلوا هو أقرب للتقوى". سورة المائدة / 8.

6-- قاعدة التناصح لتصحيح السلوك .

وهذه القواعد السلوكية وغيرها التي تستمد تأثيرها على الفرد من إيمانه بالعقيدة كفيلة بإيجاد المجتمع الفاضل الذي ينتج الإنسان الفاضل.. وهكذا تتحقق سعادة المجتمع فسعادة الفرد.

منظور الإسلام للصحة النفسيةPerspective of Islam to mental health5

The perspective of Islam to the Mental Health Part V | | the relationship between Islam and Mental Health | | Islam and Psychology | | Islam in the relationship of mental health and the human psyche

منظور الإسلام للصحة النفسية الجزء الخامس||العلاقة بين الإسلام و الصحة النفسية ||الإسلام و النفس ||علاقة الإسلام في الصحة النفسية و النفس البشرية


العلاقة بين الإسلام والصحة النفسية


أ- هي علاقة الكل بالجزء .
2- هي علاقة الثابت بالمتغير.

وعلى هذا
فحدود الإسلام تشمل الصحة النفسية وحدود الصحة النفسية لا تشمل الإسلام.

والإسلام دين خالد باق... والصحة النفسية قواعدها متغيرة تختلف مع تقدم العلم والمعرفة وتختلف مع العمر من مرحلة إلى مرحلة وتختلف مع الزمن من جيل إلى جيل.. ومن مفهوم او مدرسة إلى مفهوم ومدرسة .

الإسلام عقيدة والصحة النفسية علم والعقيدة دين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والصحة النفسية كعلم معرض للخطأ والصواب تحكيما وطريقا وتعديلا.

الإسلام والنفس :

ابتداء ينبغي أن نقرر أن القرآن كتاب عقيدة وليس كتاب علم وأن ما ورد به من معارف
علمية كانت على سبيل ضرب الأمثال ( ويضرب الله الأمثال للناس ) سورة النور / 35.

وعلى هذا فلا نتصور أن الإسلام بالتالي علم يتصدى للقضايا العلمية. وإنما هو منهج حياة وأنه في هذا المنهج يعتمد على جملة قضايا يحددها سبيلا واضحا. (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) آخر سورة الأنعام/ 153 . ونورد هنا نظرة الإسلام إلى بعض المفاهيم النفسية كما نتصور... وهي محاولة للاجتهاد فنعرض للصواب والخطأ. ونرجو من الله أن ننال ثواب المجتهد إن أخطأ وإن أصاب.

أ- مفهوم النفس:

النفس كما يتحدث عنها علم النفس مشكلة موضع خلاف فبعض الباحثين يعرفون النفس على أساس تركيبي وبعضهم يعرفها على أساس وظيفي .

ا- الأساس التركيبي :
أكثر التوصيفات التركيبية شيوعا للنفس هي ما أشارت إليه مدرسة التحليل النفسي أن اعتبار النفس تركيب من أجزاء هي :

إلهي ID

الأنا Egg

الأنا الأعلى Superego

وأن هذا التركيب بمكوناته هو ما يمكن أن نعتبره النفس ومن الطبيعي أن يكون لهذا التركيب البسيط جزئيات وتفريعات وتطويرات تشمل الكثير من الأفكار والمدارس.

2- الأساس الوظيفي :

وبعض لباحثين يسقطون الجانب التركيبي للنفس نظرا للاختلاف البين في مجاله حيث أنه يضيف تركيبا مجردا لا جسم له.. ويلجأون إلى تعريف النفس باعتبارها التركيب الذي يؤدي الوظائف النفسية الأساسية وهي:

أ- الوظيفة المعرفية بدءا من الإحساس والانتباه والإدراك والتفكير والتصور والتذكر.
ب- الوظيفة الوجدانية بمكوناتها من المشاعر والانفعالات والعواطف.

ب- الوظيفة النزوعية بمكوناتها من الحركة والكلام والإرادة والقدرات العامة والخاصة والدوافع.

ب- النفس في المفهوم الإسلامي:

إن النفس في القرآن وردت بمفهوم الذات.

(وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ). سورة البقرة/ 54.

وقد ورد في القرآن صنوف النفس أتصور أنها جزء من مكونات النفس. وهي:
النفس الأمارة (إن النفس لأمارة بالسوء). سورة يوسف/ 53.

النفس اللوامة: وقد أقسم بها الله (ولا أقسم بالنفس اللوامة). سورة القيامة/ 2.

وفي تصوري أن وجود هذين التكوينين في النفس الإنسانية يتوازى مع مفهوم "اللهو" في التحليل النفسي وتعني الجزء من النفس الذي يشمل الغرائز والرغبات وغيرها "والأنا الأعلى" وهو ما يمثل الضمير الذي يشمل نتاج التربية والتعليم من الوالد للأبناء. ونتاج الاختلاف بين التركيبين النفسيين هو ما تواضع الباحثون على تسميته بالصراع النفسي الذي ينتهي باتخاذ السلوك موقفا إلى جانب أي من الطرفين وهو ما أشار إليه القرآن (وهديناه النجدين ) سورة البلد/ 10. (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) سورة الإنسان / 3.

وبينما أخذت نظرية التحليل النفسي بحتمية السلوك الإنساني، أخذ الإسلام، بمنهج اختيارية السلوك كما "قدمنا ( وهديناه النجدين ) سورة البلد / 10 ، ومن هنا كانت مسئولية الاختيار تقع على عاتق الإنسان الفرد.

وقد ذهب المفهوم الإسلامي خطوة أوسع فاعتبر أن السلوك هو محل الحكم (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) سورة الواقعة/ 8 . وفي تقويمنا لسلوك الآخرين فإن الإسلام اتجه إلى التقدير على ظاهر السلوك "أمرت أن آخذ الناس بالظواهر وعلى الله البواطن " بينما اتجه التحليل النفسي إلى البحث عن الدوافع وتقويمها في اللاوعي الأمر الذي يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء لان ما بالداخل ما هو إلا دليل قطعي عليه وما هو إلا رأي الباحث وظنه .

وفي صراع الإنسان النفسي بين النفس الأمارة واللوامة فإنه يصل في النهاية إلى تغليب جانب الخير في نفسه وهنا يصل إلى درجة من الاطمئنان النفسي يؤكدها إيمانه بالله وغيبه وقضائه وقدره واليوم الآخر والملائكة والنبيين.

وهنا تصبح ذاته مطمئنة تستحق أن توصف بلفظ "النفس المطمئنة" فإن النفس المطمئنة هدف يقصده كل إنسان خروجا من الصراع النفسي الذي يعيشه .

وتقويم القرآن للنفس على أساسها أنها الذاتي قد يلزمنا أن نذكر بعض الشيء عن سيكولوجية الذات كمنهج دراسي .

منظور الإسلام للصحة النفسيةPerspective of Islam to mental health 4


The perspective of Islam to the Mental Health Part IV | | Islam and Mental Health | | Relationship between Islam and mental health | | Definitions of mental health in Islam

منظور الإسلام للصحة النفسية الجزء الرابع||الإسلام و الصحة النفسية ||علاقة الإسلام بالصحة النفسية ||تعريفات الصحة النفسية في الإسلام


الإسلام والصحة النفسية

Islam and Mental Health

تعاريف:

1- الإسلام: هو ذلك الدين القيم الذي ينظم العلاقة بين العبد والرب وبين الفرد والفرد مهما اختلفت المستويات، والمفاهيم ولهذا فإننا نجد ركيزتين في الإسلام الركيزة الأولى هي العقائد والركيزة الثانية هي المعاملات التي تنظمها الحدود.

2- الصحة النفسية : ومع وضوح تعريف الإسلام وبساطته فإننا إذا أردنا تعريف الصحة النفسية لوجدنا اختلافا كبيرا.. ونورد هنا بعض التعاريف التي توضح مفهوم الصحة النفسية .

الصحة النفسية

ا- الصحة النفسية هي انعدام المرض النفسي والاتجاه إلى السلوك السوي.

وعلى بساطة هذا التعريف إلا أننا نواجه فيه بعض الصعوبات وهي :
ا- أن السلوك السوي يصعب تحديده فهو يختلف من جماعة لجماعة حسب التقاليد السلوكية السائدة كما تختلف من فرد إلى فرد.

2- إن الأطبباء النفسيين يتدربون على اكتشاف السلوك غير السوي وليس على تقدير السلوك السوي الأمر الذي يصعب معه تحديدهم السلوك السوي نتيجة لقلة التدريب فسلوك شرب الخمر ترفضه بعض الجماعات وتقبله الجماعات الأخرى فأي السلوكين يكون سويا بالنسبة لجماعة وغير عادي بالنسبة لجماعة أخرى. وحتى في الجماعات التي تقبل سلوك شرب الخمر فإنها تميز بين سلوك شرب الخمر الاجتماعي . الذي يقبله المجتمع وسلوك شرب الخمر الذي لا يقبله المجتمع ويعتبره سيئة أو مرضا يعالج.

كل هذا يجعل من الصعب تحديد أنماط السلوك السوي بشكل نهائي ولعل هذا النقص هو الذي دفع الأطباء النفسيين في هذه الآونة إلى محاولة الدراسة المقارنة للسلوك القوي للجماعات المختلفة.

وفي هذا التعريف فإن الصحة النفسية هي أن يكون الإنسان طبيعيا. ويفترض أن الإنسان في العادة يكون سويا وأن السواء بهذا ظاهرة عامة وعلى هذا فإن السلوك يكون في حدود الطبيعي عندما لا توجد مؤشرات على سلوك شاذ والصحة لهذه الصورة هي الممارسة الطبيعية للحياة (رومانو 1950- لودوج 1975- ورومن 1978). ويعتبر المرض هو الانحراف عن مسار الصحة.

2- الصحة النفسية هي التكامل بين الوظائف النفسية إلى حد الكفاءة :

وهكذا فإن هذا التعريف يلزم أن يتم أداء الوظائف النفسية بنوع من المثالية والكفاءة لتحقيق حالة الصحة أو السواء- ونظرا لهذه النظرة المثالية في هذا التعريف فقد افترض فرويد (1937) أن الصحة النفسية أو السواء النفسي نوع من الأسطورة.

وفي هذا التعريف نعتبر الصحة النفسية غاية لا تدرك، ونلاحظ أيضا في هذا التعريف أن هذه الغاية المفترضة ستختلف من مجتمع لمجتمع حسب تصور المجتمع للصورة المثالية للفرد الصحيح.

3- الصحة النفسية هي متوسط سلوك المجموع أو الجماعة:

وهذا التعريف يعتمد بالدرجة الأولى على القيم الإحصائية فالسلوك الذي يقوم به غالبية الناس هو السلوك المتوسط الذي يحدد مجال الصحة النفسية وحدودها ويعتبر المقدم عليه سويا والمقدم على غيره غير صحيح.

ومن هذا التعريف فإن الالتزام بسلوك الغالبية يصبح هو السلوك النفسي السوي الذي يسعى كل الأفراد لتحقيقه لأنفسهم. ويصبح التطرف والبعد عن سلوك الغالبية سلوكا غير سليم. بمقياس الصحة النفسية وهكذا يعتبر هذا التعريف أي سلوك تقويمي أو تعديلي يدعو إليه مصلح سلوكا غير سوي.

4- الصحة النفسية هي التفاعل المتزن والمتكامل بين مكونات الإنسان:

في هذا التعريف يصور السلوك السوي بأنه تفاعل متغير ومتزن على مدى الزمن. والتغير المتطابق مع الزمن أساس في تحديد السلوك السوي.

وبعبارة أخرى ففي هذا المفهوم يهتم الدارس بالتغيرات والعمليات الناشئة عنها والتي تصل بالفرد إلى السواء أكثر من اهتمامه بالتحديد الاستاتيكي الجامد لحالة السواء كما هو الحال في التعريفات الثلاثة السابقة وعلى هذا فلفهم الصحة النفسية لشخص لابد من متابعة المتغيرات المختلفة المؤثرة في سلوكه على أساس التطور الناشيء من خلال مرور الزمن وهذه المتغيرات هي الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية. ثم متابعة مدى الاتزان في سلوكه نتيجة لحدوث أي من المتغيرات.

ويرد هذا المفهوم إلى كثير من الباحثين مثل "جرنكر وأنجل ".
وتصوري أن المفهوم الإسلامي للصحة النفسية هو أقرب إلى هذا المفهوم الذي يلزم النظر إلى التفاعل المتزن بين المؤثرات المختلفة فالإسلام يهتم:-

ا- بالصحة الجسمية "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف "، "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ".

2- بالصحة الروحية : من خلال تصحيح العقيدة ومن خلال التفاعل من مكونات النفس (النفس الأمارة - النفس اللوامة).

3- بالمجتمع وسلامته فالإسلام يهتم بالتربية بالتركيبات الاجتماعية المختلفة كالأسرة والجماعة.

وبالتالي فالتفاعل بين هذه المكونات هو المفهوم الإسلامي الذي يؤدي في النهاية إلى صحة نفسية للفرد المسلم.

وهكذا يمكن أن نصل إلى تعريف للصحة النفسية بأنها تفاعل متزن بين العوامل الاجتماعية والنفسية بما في ذلك التوجيهات الروحية تؤدي إلى مزيد من القدرة على الوصول إلى المعرفة، والإدراك الصحيح لكل ما يجري داخل الإنسان وخارجه، كما تعطي الإنسان القدرة على تصحيح الأخطاء سواء كانت هذه الأخطاء في المعلومات التي تصل إليه أو في الأفعال والأقوال التي تصدر عنه، كما يساعده في اتخاذ القرارات واستخدام كل هذه المعطيات في العمل والتصرف والتعبير عن الذات والاستجابة للآخرين .

منظور الإسلام للصحة النفسية (३)الوظائف النفسية Psychological functions of religion


The perspective of Islam to the Mental Health Part III | | dynamics and psychological functions of religion | | and psychological functions of religion | | What is it and the psychological function of religion? | | the task of religion, with the mental health | | Islam perspective of mental health 3

منظور الإسلام للصحة النفسية الجزء الثالث||الديناميكيات و الوظائف النفسية للدين || وظائف الدين النفسية ||ما هي و ظيفة الدين النفسية ؟||مهمة الدين مع الصحة النفسية ||منظور الإسلام للصحة النفسية 3



الديناميكيات والوظائف النفسية للدين

Dynamics and psychological functions of religion

من المؤكد أن الطقوس الدينية تقوى القدرة على التحكم في الغرائز والدوافع وخاصة تلك الدوافع التي تكسر الحدود الاجتماعية للسلوك.

وقد يصل "فرويد" إلى الرأي بأن الدين يقلل من إحساس الفرد بالقلق كما يحمي من القلق الناتج عن الإحساس بعدم القدرة في مواجهة قوى الطبيعة والدين يشبع احتياجات الإنسان. كما إنه يتصور أن مصير الإنسان يحدده سلوكه في الدنيا وعلى هذا الرأي فإننا نستطيع أن نفترض أن الدين يؤكد اختيار الإنسان لسلوكه وبالتالي لمصيره وهكذا يدفع الإنسان إلى تأكيد اجتماعية وتعديل سلوكه الاجتماعي لمزيد من التكيف وذلك من أجل تحقيق المكاسب لذاته سواء في الدنيا أو الآخرة.

كما يعتقد فرويد أن العقيدة تحمي الإنسان من اليأس بإعطائه الفرصة لتأكيد علاقته بالله واعتماده عليه . وإن كان قد صور هذا الاعتماد بأنه اعتمادية الطفل على والديه تعاد إليه في الكبر بشكل اعتمادية الفرد على الله- وبصرف النظر عن هذا الوصف المبين فالحقيقة أن الدين يدعوه إلى مزيد من الاعتماد على الله .

كما أن الدين بتأكيده على الحياة الأخرى يقلل الخوف من الموت كما يقدم الوسائل للتكفير عن الخطيئة كما يعطي الإنسان المهرب التأملي المتسامي من متاعب الحياة.

ومن الواضح أن الدين الإسلامي بالإضافة إلى هذه الميزات التي يحققها الدين للبشر يؤدي إلى نوع من التنظيم الاجتماعي فالمجتمع هو الأصل والأفراد من مكونات المجتمع "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وإذا كان فرويد قد افترض وجود العواطف لتربط المجتمع وأن المجتمع لا يعمل ولا يؤدي وظائفه بمجرد وجوب العواطف وإنما كما يفترض الإسلام لابد من وجود القدوة في شخص القائد الاجتماعي ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر ). سورة الأحزاب/ 21 .

والافتراض بأن الإيثار في الإسلام هو سمة الفرد في مواجهة مجتمعه فإن المجتمع الإسلامي يكون أكثر ترابطا وأقدر على التلاحم والعمل .
ومن المؤكد أن التنظيم الإنساني للمجتمع في الوقت الحاضر قد زاد تعقدا عن التنظيم الذي بدأ به الإسلام غير أن هذه الرؤية لم تكن غائبة عن الإسلام فالرسول المعصوم هو الذي يقول "أنتم أعلم بشئون دنياكم وعلى قاعدة المنافع المرسلة فإن تنظيم المجتمع بصورة أكبر يقبله الإسلام ورسوله.

كما أن عدم الفصل في الإسلام بين الدين والحكم إذ أن الرسول هو أول حاكم مسلم وخلفاؤه أمراء المسلمين- عدم الفصل هذا أكد على قوة التنظيم الذي يدعو إليه الإسلام للمجتمع وأعطاه نوعا من القدسية التي انتشرت في سلوكيات المجتمع .

من تنظيم المجتمع الذي يدعو إليه الإسلام تنظيم الأسرة والزواج والطلاق وحماية المجتمع من الجريمة من خلال الحدود وتطبيقها ليأمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله. وهكذا تزداد الطمأنينة النفسية للفرد في المجتمع الإسلامي .

ومن النقاط الأساسية في التنظيم الإسلامي للمجتمع رفضه لمبدأ الرهبانية التي تترك الدنيا بما فيها في تصور أن هذا هو طريق الخلاص فرسول الله يصوم ويفطر ويقوم وينام ويعاشر النساء ويقرر "فمن رغب عن سنتي فليس مني " ورفض الإسلام للرهبانية ينبني على الأسس الآتية:

ا- إن للإنسان دوافع بيولوجية ونفسية واجتماعية والإسلام باعتباره دين الفطرة لا يمكن أن يمنع إشباع هذه الدوافع مادامت في الإطار الاجتماعي الذي وضعه الإسلام لتنظيم المجتمع .

2- أن الرهبانية ابتعاد عن العمل الإيجابي تحت افتراض أنه إيجابية في اتجاه العبادة والإسلام يفترض أن المشاركة في بناء المجتمع أكثر فائدة في غير ترك للاتجاه إلى العبادة "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .

ولهذا فقد اتخذ الموقف المتوسط (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) سورة البقرة / 143. لأن التوسط أقرب إلى غالبية البشر من التطرف. والإسلام دين الجميع.

3- إن الرهبانية تطرف في العمل الأخروي وكما قدمنا فإن الإسلام دين الجميع وليس دين التطرف ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) سورة البقرة / 143. وإن كان الإسلام باعتباره دين الأبد أن يتميز وأن يميز أبناءه والتمايز صفة لازمة لكل "جماعة ولكل مجتمع ولكل منظومة، وعدم التميز يفقد المؤسسة الاجتماعية أيا كان مستواها علوا إلى الدين أو انخفاضا إلى الأسرة باعتبارها اللبنة الاجتماعية الأولى بفقد المؤسسة الاجتماعية حقيقيا وكيانها وتكوينها. والتمايز الإسلامي بالعبادة ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود) سورة الفتح / 29. والتميز بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) سورة الحجرات / 13.

والدين والدولة يطالب كل منهما المنتمون إليهما بالولاء والانتماء فعندما تتعرض الدولة للاعتداء أو للكوارث الكونية فإن المواطنين فيها يتجمعون للدفاع عنها.. أما في حالة حدوث الكوارث الطاغية مقدما تكون الدولة قد أخطأت في حق نفسها وفي حق مواطنيها بصورة أو أخرى أدت إلى الكارثة فإن المواطنين قد يهجرون هذه الدولة بطريقة غير أخلاقية لا يرعون في ذلك حقها عندهم في الدفاع عنها. أما عندما تكون الدولة في حالة رخاء والمواطنون مستريحون فيها فإن سلطانها على المواطنين يقل وكأن انعدام التحدي أو قوة التحدي كذلك تفقد الدولة ولاء مواطنيها لها.. وعند فقد التحدي وانعدام الانتماء والجحود فإن الدولة من جانبها توقف تقديم خدماتها لأبنائها.

والجحود في الجماعة للدولة تتعدد أنماطه ومظاهره. فقد يفقد الفرد اهتمامه بالجماعة ويتجه كلية إلى الاهتمام بمصالحه وحياته الخاصة أي أنه يجري وراء متعه الخاصة وقد يكفر بالمجتمع وقيمه وقوانينه.. وهكذا يأخذ اتجاها مضادا للقانون. وقد يترك جماعته وتنتظم في جماعة أخرى. وقد يشارك في جماعات الرفض التي تهدف الى تغيير نظام الحكم.. ومثل هذه الاتجاهات تساعد على انتشار القلق النفسي في المجتمع وخاصة في أوساط الشباب.

أي إذا اتزن العطاء العاطفي والمادي للأفراد في المجتمع مع العائد الذي يقدمه المجتمع فإن المجتمع يستمر ويقل القلق النفسي بالتالي .

وفي الدين الإسلامي فإن الاتزان بين معطيات الأفراد للدين ومعطيات الدين للفرد يقع تماما بشكل مستمر وكأنه قاعدة مضطردة الأمر الذي يخفض تأثيرات القلق في الجماعة المسلمة. ويحدث ذلك فيما يلي:-

ا- الاتزان في ا العلاقة بين الفرد المسلم والله : (وقال ربكم ادعوني.. أستجب لكم ) سورة غافر/ 60. وفي الصلاة لا يحل الله من الصلة بالإنسان حتى يحل الإنسان نفسه. وفي الآيات الله يساند الإنسان عن قرب (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) غير أن التعامل له جانبيه التقويميين السلبي والإيجابي ( نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) سورة الحجر/ 49.

2- الاتزان بين الفرد والحاكم المسلم هذا الاتزان قائم على أساس أن مسئولية الحاكم عن كل فرد تحتم أن يحقق له حقه ولو كان في أبعد بلاد المسلمين وحتى بدون طلب ولا ننسى العربية التي خلعت قلب عمر بتذكيره مسئوليته (يتولى أمرنا ويغفل عنا" فعلى قدر السلطة يكون البذل والعدل ولنذكر الشعار الإسلامي ( إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني) يقوله الحاكم.. فيرد المحكومون " لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا".

3- الاتزان في العلاقة بين المسلم والمسلم: إن تعامل المسلم في مجتمعه يلزم أن يرعى فيه وجه الله سواء كان هذا التعامل في التعامل العملي في المعاملات أو في التعامل الإيثاري "الزكاة.. وغيرها" (فأينما تولوا فثم وجه الله ) سورة البقرة/ 115. والله مطلع على عباده، ولا يرضى من عباده الكفر.

4- الاتزان في العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف : ويعتمد هذا الاتزان على النصوص ( لا إكراه في الدين ) سورة البقرة/ 256، ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) سورة المائدة/82.

كما يعتمد على العدل معهم حتى من المنتسب إلى السلطة ويكفي أن نتذكر قصة عمر مع ابن عمرو بن العاص وموقفه من الذمي وقوله اضرب ابن الأكرمين ، وأمره عندما اشتكى له ذمي عجوز الفاقه فأمر للذمي بما يكفيه من مال المسلمين ويقول ما معناه ما عدلنا إذا أكلنا شبابه ولم نرحم شيخوخته .

الصحة النفسية من منظرو الإسلام(२) العقيدة والعلوم النفسية Belief and Psychological Sciences

Mental health from the perspective of Islam, Part II | | Religion and Psychological Sciences | | Relationship between Religion and Psychological Sciences | | What does Islam Psychological Science in terms of belief | | Part II from the perspective of Islam to mental health
الصحة النفسية من منظور الإسلام الجزء الثاني ||العقيدة و العلوم النفسية||العلاقة بين العقيدة و العلوم النفسية ||نظرة الإسلام للعلوم النفسية من حيث العقيدة || الجزء الثاني من منظور الإسلام للصحة النفسية



Belief and Psychological Sciences

العقيدة والعلوم النفسية

وكما قدمنا فإن العقيدة تشمل البشر جميعا حتى إننا نستطيع أن نعرف الإنسان بأنه الحيوان صاحب العقيدة فلا يوجد إنسان بلا عقيدة بمعنى أنه لا يوجد إنسان بلا مفهوم ينظم العلاقة بينه وبين القوى الحاكمة في الكون والحياة أي قوة الله، وهذه العقيدة نجدها في البشر الذين يؤمنون بالديانات السماوية كما نجدها في غيرهم من البشر الذين لا يؤمون بالديانات السماوية.

ومن هنا فالعقيدة فطرة فطر الله الناس عليها ومن هنا كان الحديث الشريف الذي معناه كل مولود يولد على الفطرة، أي وجود الاستعداد للعقيدة ، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه.

أي أن نوعية العقيدة هي التي تحدد بالظروف الاجتماعية التي تحكم الإنسان أما الأصل والعقيدة والاتجاه إليها ففطرة إنسانية.

والدراسة النفسية للعقيدة لا تضيف إليها شيئا بينما هي تضيف الكثير إلى العلوم النفسية إذ إنها تبحث في أسباب التدين ولزومه وهو حقيقة ثابتة ثبات الشمس لا تحتاج لكثير من جهد لإثبات وجودها. ونلاحظ أن اهتمام العقيدة والعلوم النفسية بالإنسان اهتمام متبادل وقديم، ففي المرحلة الأولى من حياة البشرية كانت ترد بعض الأمراض النفسية إلى أسباب دينية كما كانت ترد أحيانا إلى أسباب طبيعية وهكذا نشأت ، دراسات علم النفس الديني والطب النفسي الديني في محاولة لفهم الإنسان من خلال معطيات الدين فالمرض في ضوء هذه المفاهيم سواء كان جسمانيا أو نفسيا ما هو إلا نتيجة للخطيئة أو التلبس بالشيطان وعلم النفس في علاقته مع العقيدة والدين اتجه اتجاهين الاتجاه الأول إلى دراسة فلسفة الدين والاجتماع البشري للدين وتطبيقاته العملية في مجال الوقاية والعلاج وهذه تعرفنا على تسميته علم النفس الديني . والاتجاه الثاني درس قضية التدين أي انتماء الفرد إلى عقيدة وكيف يتم ذلك وأسباب ذلك الانتماء وتأثيره على سلوك الفرد والجماعة... وهذا الاتجاه أصبح يعرف بعلم نفس التدين .

ويمكن أن يرد ظهور هذين الاتجاهين العلميين إلى أواخر القرن الماضي .

السبت، 26 مارس 2011

الصحة النفسية من منظور الإسلام(1)Mental health from the perspective of Islam


Mental health from the perspective of Islam, the first part | | Mental Health and Islam | | Mental Health and the Islamic religion, the first part | | What is mental health from the perspective of Islam
Mental health from the perspective of Islam

الصحة النفسية من منظور الإسلام الجزء الاول || الصحة النفسية و الاسلام|| الصحة النفسية و الدين الإسلامي الجزء الاول || ما هي الصحة النفسية من منظور الإسلام




الحاجة إلى العقيدة The need of believe

الإنسان مخلوق ضعيف وخلق الإنسان ضعيفا ويرتد ضعفه إلى خصائص فيه وإلى خصائص في البيئة التي تؤويه فمهـما تعاظم الإنسان فلن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا.. ومهما تزايدت قوته فلن يكون أقوى من الريح التي تعصف الرعد الذي يبرق أو البحر الذي يزبد أو غيرها من قوى الطبيعة التي تغلبه لا محالة ورغم هذا فهو في حاجة إليها في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وموطنه وملعبه وغير ذلك مما يميزه عن الطبيعة من حوله . والخلاصة أن الإنسان ضعيف ضعف التكوين… وضعيف ضعف الاحتياج.. وضعيف ضعف المقارنة والمجالدة… وضعيف ضعف الجبل بتسبيب الكون وأسبابه وظواهره وبواطنه موتا وحياة بمستقبله وبعلمه بقواعده وقوانينه... وضعيف بالجهل بالمستقبل وما يجري فيه.

ومن منطلق هذا الضعف بدأ اتجاه الإنسان إلى القوة والسيطرة على الدنيا بمخلوقاتها وبدأت رحلته في بحثه عن القوة إلى الالتجاء إلى غيره من البشر فكانت الجماعات والقبائل غير أن هذه القوة المضافة لم تؤثر كثيرا على قدرته في مواجهة الطبيعة بقسوتها وشراستها.. واستمر ضعفه كما هو فاتجه إلى محاولة استرضاء هذه الطبيعة بما يتصور أنه علاقة بينه وبينها يستطيع أن ينميها فيخضعها... وفشلت هذه المحاولة في الوصول إلى غرضها في الوصول إلى القوة ومن ثم الطمأنينة والأمان.. وفي بحثه الكوني اتجه إلى تصور القوة الأكبر لله التي تسيطر على كل هذه القوى الأصغر المناوئة له والتي تثير خشيته وخوفه.. وكما حدث في رواية القرآن عن إبراهيم (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) (75) . فكانت الملاحظة التي وجهه إليهـا الله. ملاحظة الكون سماء وأرضا ليصل في النهاية إلى اليقين. (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني بريء مما تشركون (78) إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (79) وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به. إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون (80) " سورة الأنعام ".

وأخيرا اهتدي الإنسان بخبرته إلى وجود خالقه وخالق الكون الرازق القادر القاهر المصور لكل ظاهره الباري لأسبابها وهكذا بدأت محاولات الإنسان في البحث عن العقيدة من خلال البحث عن الله أملا في طمأنينة وأمن ، وتحقيقا لاحتياجات ورغبات وهكذا بدا أن الاحتياج إلى العقيدة احتياج أساسي ملازم للحياة .

ومع الإحساس الفطري للإنسان بوجود الله الخالق نزلت الديانات السماوية تترى لتنتهي بالعقيدة الكاملة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). سورة المائدة/ 3.

خصائص الصحة النفسية Characteristics of mental health


Personal characteristics-Self-Mental Health | | What are the characteristics of mental health | | How do we know if we enjoy psychological health or not? | | things must be taken into account in order to have mental health
خصائص الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية || ما هي خصائص الصحة النفسية || كيف نعرف إذا كنا نتمتع بصحة نفسية أم لا ؟||أمور يجب أخذها بعين الاعتبار كي تتمتع بالصحة النفسية

خصائص الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية
Personal characteristics-Self-Mental Health


تتميز الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية بعدة خصائص تميزها عن الشخصية المريضة:
1- التوافق:
يُستدل عليه ب: أ/التوافق الشخصي ويتضمن الرضا عن النفس
ب/التوافق الاجتماعي ويشمل التوافق الزواجي ،الأُسري ،المدرسي والمهني(تُفصَل لاحقاً)

2-الشعور بالسعادة مع النفس:
يستدل عليه ب :الشعور بالسعادة والراحة النفسية لما يملكه الفرد من ماضٍ نظيف وحاضر سعيد ومستقبل مشرق واستغلال مسرات الحياة اليومية والاستفادة منها، اشباع الدوافع والحاجات النفسية الأساسية بالطريقة السليمة ،الشعور بالأمن والطمأنينة والثقة ، وجود اتجاه متسامح نحو الذات ،احترام النفس وتقبلها والثقة فيها، تقدير الذات حق قدرها

3-الشعور بالسعادة مع الآخرين:
دلائله:حب الآخرين والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم والاعتقاد في انهم يبادلوننا الثقة ووجود اتجاه متسامح نحوهم(ما يسمي بالتكامل الاجتماعي) ،القدرة علي اقامة علاقات اجتماعية سليمة ودائمة (الصداقات الاجتماعية)والانتماء للجماعة والقيام بالدور الاجتماعي السليم ، القدرة علي التضحية وخدمة الآخرين،السعادة الاسرية والتعاون وتحمل المسئولية الاجتماعية

4-تحقيق الذات واستغلال القدرات:
دلائله: فهم النفس والتقييم الواقعي الموضوعي للقدرات والامكانات والطاقات واستغلال الموجود منها لأقصي حد ممكن ، تقبل نواحي النقص في ، تقبل مبدأ الفروق الفردية واحترام الفروق بين القدرات(خلق الله الناس بقدرات متفاوتة ولا يوجد شخص يطابق الآخر وكلٌ خُلِق لما تيسر له) ، وضع اهداف ومستويات طموح وفلسفة للحياة يمكن تحقيقها، إمكانية التفكير والتقدير الذاتي ،تنوع وشمول النشاط ،بذل الجهد في العمل والشعور بالنجاح فيه والرضا عنه ، والكفاية والانتاج

5-القدرة علي مواجهة مطالب الحياة :
دلائله :النظرة السليمة الموضوعية للحياة ومطالبها ومشكلاتها اليومية ، العيش في الحاضروالواقع والبصيرة والمرونة والايجابية في مواجهة الواقع ، القدرة علي مواجهة احباطات الحياة اليومية ، بذل الجهود الايجابية من اجل التغلب علي مشكلات الحياة وحلها، القدرة علي مواجهة معظم المواقف التي يواجهها ، تقدير وتحمل المسئوليات الاجتماعية وتحمل مسئولية السلوك الشخصي ،السيطرة علي الظروف البيئية كلما امكن والتوافق معهاوالترحيب بالمواقف والخبرات الجديدة

6-التكامل النفسي:
دلائله: الأداء الوظيفي الكامل المتكامل للشخصية ككل(جسمياً وعقليا وانفعاليا واجتماعيا)والتمتع بالصحة البدنية ومظاهر النمو العادي।

7-السلوك العادي:
دلائله :السلوك السوي العادي المعتدل المألوف الغالب علي حياة غالبية الناس العاديين ، والعمل علي تحسين مستوي التوافق النفسي، والقدرة علي التحكم في الذات وضبط النفس

8-حسن الخلق :
ودلائله :الأدب والالتزام وطلب الحلال وتجنب الحرام وبشاشة الوجه وبذل المعروف وكف الأذي وارضاء الناس في السراء والضراء ولين القول وحب الخير للناس والكرم وحسن الجواروقول الحق وبر الوالدين والحياء والصلاح والصدق والبروالوقاروالصبروالشكر والرضا والحُلم والعفةوالشفقة

9-العيش في سلامة وسلام :
ودلائله :التمتع بالصحة النفسية والصحة الجسمية والصحة الاجتماعية والامن النفسي والسلام الداخلي والإقبال علي الحياة بوجه عام والتمتع بها والتخطيط للمستقبل بثقة وأمل..

علامات الاضطراب النفسي Signs of psychological disturbance


Signs of psychopathology and behavioral | | What are the signs of psychological disturbance? | | a 'satisfied with the psychological disorder | | manifestations of psychological disturbance
علامات الاضطراب النفسي و السلوكي || ما هي علامات الاضطراب النفسي ؟|| أ‘راض الاضطراب النفسي || مظاهر الاضطراب النفسي



ما هي العلامات الأولى على الاضطرابات النفسية؟

من العلامات على الاضطراب النفسي أو السلوكي تشوّش الفكر أو انحراف المزاج أو السلوك على نحو لا يتساوق مع المعتقدات والقواعد الثقافية. وأعراض ذلك الاضطراب ترتبط في معظم الأحيان بضائقة تصيب الفرد أو بأمر يؤدّي إلى تعطيل ملكاته الشخصية.
وتنشأ عن الاضطرابات النفسية أعراض يلاحظها أولئك الذين تصيبهم أو أقاربهم، ومن بين تلك الأعراض ما يلي:
  • أعراض جسدية (مثل حالات الصداع أو اضطراب النوم)
  • أعراض انفعالية (كالشعور بالحزن أو الخوف أو القلق)
  • أعراض استعرافية (كصعوبة التفكير بوضوح وظهور أفكار شاذة وحدوث اضطراب في الذاكرة)
  • أعراض سلوكية (كانتهاج سلوك عنيف وعدم القدرة على أداء الوظائف الروتينية اليومية والإفراط في تعاطي مواد الإدمان)
  • أعراض إداركية (كرؤية أو سماع أشياء لا يقدر الآخرون على رؤيتها أو سماعها)
وتختلف العلامات المميّزة الأولى باختلاف الاضطرابات. ولا بد للأشخاص الذين يظهر عليهم واحد أو أكثر من الأعراض المبيّنة أعلاه التماس مساعدة المهنيين المتخصّصين في حال استمرار تلك الأعراض أو تسبّبها في ضيق نفسي كبير أو في تعطيل الملكات اللازمة للاضطلاع بالوظائف اليومية.
ومن بين الاضطرابات النفسية المعروفة الاكتئاب وإدمان المواد والفصام والتخلّف العقلي والانطواء على الذات في مرحلة الطفولة والخرف. ويمكن أن تصيب تلك الاضطرابات الرجال والنساء في كل مراحل العمر أياًّ كانت أصولهم وأعراقهم. وعلى الرغم من عدم الإلمام كلياً بالأسباب المؤدية إلى حدوث الكثير من الاضطرابات النفسية، فإنّ هناك من يرى أنّها تحدث جرّاء مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسانية والاجتماعية، مثل المصائب الكبرى التي تحلّ بالإنسان وصعوبة الأوضاع الأسرية والأمراض التي تصيب الدماغ والعوامل الوراثية أو الجينية والمشاكل الطبية. ويمكن في معظم الأحيان تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها بفعالية.