Border and mental health | | controls and Mental Health | | Islam perspective of mental health 7 | |
الحدود و الصحة النفسية ||الضوابط و الصحة النفسية||منظور الإسلام للصحة النفسية7||
الحدود والصحة النفسية
الحدود هي العقوبات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على مرتكبي الجرائم في المجتمع الإسلامي. ويلاحظ أن العقوبات في المجتمع الإنساني مرت بفترة كانت فلسفتها هي فلسفة الانتقام للمعتدي عليه. ولذلك كانت تقع أحكام غريبة مثل الحكم بتفتيت الحجر الذي تسبب سقوطه في إصابة شخص... وهكذا ثم مرت فترة كانت فلسفة العقوبات هي إصلاح حال المجرم. وفي هذه الفترة اتجه المشرع إلى تخفيف العقوبات وحتى إلى إلغاء الإعدام على جريمة القتل وتحسين أوضاع المجرمين في السجون وتعليمهم ما ينفعهم، غير أن الإسلام لم يأخذ بأي من الاتجاهين في موضوع الحدود إذ أن الفلسفة التي تحكم الحدود جميعا هي إصلاح المجتمع من خلال ما يلي:
ا- علانية تنفيذ الحد ليتعظ الأفراد. وهكذا يبتعدون عن الجريمة.
2- التشدد في العقوبات البدنية كالرجم والقطع والقص بالسيف وذلك حتى لا يترك لذوي النفوس الضعيفة الذين يطمعون في سماحة المجتمع أي فرصة للتفكير في ارتكاب أي من الجرائم.
3- الربط بين الحدود وإرادة الله (تلك حدود الله فلا تعتدوها ) سورة البقرة/ 229. ونظرا لشدة العقوبات في الإسلام فإن القاعدة الشرعية تنص على درء الحدود بالشبهات. وهكذا لابد من اليقين لتوقيع الحدود. وطبيعي أن التوازن الاجتماعي في الإسلام يقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد وقد كان التطبيق لهذه الحدود صوناً للأمن في المجتمعات الإسلامية وهكذا يتحقق ما يلي :
1- الأمن للمجتمع.
2- الاتعاظ لأفراد المجتمع.
3- استبشاع الجريمة من خلال استبشاع عقوبتها على أساس شرطي.
وهكذا تتحقق مصلحة الفرد من خلال تحقق مصلحة الجماعة والمجتمع.
الإسلام والمرض النفسي
أ- هل يمرض المسلم :؟
المسلم يمرض بالمرض النفسي كغيره من البشر وذلك لجملة أسباب:
ا- أنه إنسان والإنسان معرض للمرض الجسماني والنفسي لأن المرض أحد مخلوقات الله وأسبابه سبحانه وتعالى في تكييف هذا الكون وضبطه..
فكم خلال المرض يموت بعض البشر
ومن خلال وجود المرض يرتزق بعض البشر
ومن خلال وجود المرض يتعب بعض الأفراد
سواء كانوا مرضى أو من أهل المرضى.
2- أن المرض النفسي كغيره من الأمراض له أسبابه الجسمية البيولوجية وأسبابه النفسية وأسبابه الاجتماعية ويتعرض المسلم لهذه الأسباب كغيره من البشر.
3- أن الوسائل الدفاعية التي تقي من المرض ومن بينها الإيمان بالله لا تكفي وحدها للوقاية تماما من المرض النفسي ولذلك يحدث المرض النفسي للمسلم- فلو نجحت وسائل الوقاية تماما لاختفى المرض من الحياة ولتغير قاموس الكون .
4- أن كثير من الأمراض النفسية في المرض النفسي تتعرض للوظائف النفسية المعرفية والوجدانية والسلوكية وهي في هذا تختلط بالعمليات الإيمانية التي تتعرض لنفس الوظائف وعندما تحدث الأعراض النفسية للمؤمن يتصور أنها نتاج العملية الإيمانية ويصعب على الطيب النفسي أن يحكم في مثل هذه المواقف المتداخلة. غير أنه من الممكن أن يعتمد على المؤشرات الآتية للحكم بوجود المرض :
ا- عدم الرضا عن الظاهرة من الفرد نفسه .
2- عدم رضا المجتمع وعدم تقبله لهذه الظاهرة .
3- تأثر إنتاجية الفرد تتجه لحدوث الظاهرة .
4- إن الإيمان عملية قلبية غيبية بالدرجة الأولى (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) سورة الحجرات/ 14. وباعتباره عملية قلبية غيبية فإنه لا يمكن قياسها أو الحكم على حقيقتها وبالتالي يصعب تحديد ما إذا كان الإيمان كافيا لدفع المرض على أساس واقعي أو تجريبي .
المتدين والمرض النفسي :
التدين كما قدمنا أحد العوامل الدفاعية ضد المرض النفسي . إلا أن التدين قي ذاته عبء نفسي شديد .
مصداقا لقول الحق (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) سورة المزمل /5. وباعتباره عبئا فقد لا يحتمل المسلم شدته فتضطرب وظائفه النفسية.
كما أن بعض المرضى قد يلجأون إلى التدين على تصور أنه هو العلاج.. غير أن الدين الصحيح لا يقبل به إلا مسلم صحيح ومن هناك يظهر المرض رغم التدين ومظاهره .
ما هو موقف الدين من العلاج
العلاج فضيلة مندوبة لكل سقم من واقع حديث رسول الله تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء. ولا يختلف على هذه القاعدة مسلم أو كافر. ولا يختلف أو يمتنع تناولنا للمرض بالتداوي منه بسبب أن المرض عضوي أو نفسي .
وكما نعلم فإن لكل داء دواء يستطب به والأمراض النفسية لها علاجها الذي يمكن أن نجمله بأنه يقع على ثلاثة محاور:ـ
ا- العلاج العضوي البيولوجي.. ولا غرابة في هذا فمع التقدم العلمي ثبتت العلاقة بين التغيرات البيولوجية والتغيرات النفسية سواء في مرحلة السواء أو مرحلة المرض.
2- العلاج النفسي بأنواعه المختلفة. ومن بينها العلاج المعرفي والسلوكي وأعتقد أن الإسلام يركز في قواعده على هذا الاتجاه لتصحيح مفاهيم البشر وتعديل عاداتهم وسلوكياتهم. وأعتقد أن استخدام هذا الاتجاه يتمشى مع الفلسفة العامة للإسلام. بل إني أقول إن الاتجاه إلى العلاج المعرفي الجماعي بدأ مع الإسلام في حلقات الدرس في المساجد وغيرها. ومن بين أنواع العلاج النفسي العلاج التحليلي والإيحاء الجمعي وغيرها .
3- العلاج الاجتماعي لتطوير الظروف البيئية والاجتماعية لتكون أكثر مناسبة للمريض الأمر الذي يساعد على عودته إلى السواء وأعتقد أن العقيدة الصحيحة لا تمنع أيا من هذه العلاجات .
ثم إننا نلاحظ في قضية العلاج النفسي تطورا جديدا يهتم بتعديل المفاهيم الدينية الخاطئة لدى المرضى وإعدادهم لتقبل قضاء الله وقدره وتحفيزهم على العمل المنتج في الدنيا لتحصيل خير الدنيا والآخرة وهذا ما نسميه العلاج الديني.
والعلاج الديني كغيره من أنواع العلاجات يستخدم مع مرضى معينين ولا يستخدم مع كل المرضى.
ولهذا فإننا في تحقيق العلاج... لأن العلاج في المرض النفسي لا يقوم به فرد واحد وإنما تقوم به مجموعة من الأفراد ذوي تخصصات مختلفة.. في فريق العلاج لا نرى مانعا من وجود الداعية الديني على أن يقوم بدور محدد يعاون على الشفاء. ويحدده له الطبيب النفسي الذي يقوم بقيادة الفريق .
الدور النفسي للداعية المسلم
إن الإسلام دين الجميع والمسلمون كأسنان المشط. وتميز فرد مسلم بالعلم يلقى عليه كمسئولية الخشوع لله وخشيته. ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ومسئولية نقل العلم "ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها!. والداعية المسلم عليه دوره التعليمي المعرفي إلا أن له دورا نفسيا مؤكدا في كل ما يعلم به ويأتيه من عمل . وهذا الدور يمكن أن نوجزه في دورين دور وقائي ودور علاجي .
أ- الدور الوقائي:
ا- مساعدة المسلم على حل مشاكله الاجتماعية والأسرية ويساعد على ذلك موقف الاحترام الذي يكون من المسلم للعلم والعلماء وخضوعه لهم مهما كان انفعاله وعصبيته .
2- مساعدة المسلم على تقبل الحياة وتحقيق الرضى النفسي من خلال الإيمان بالقضاء والقدر والموقف التفاؤلي الإسلامي للحياة .
3- مساعدة المسلم على تقوية الوازع الديني والقوى الروحية في نفسه وهكذا يساعد على بناء الضمير الفردي الذي يقود معركة الصراع الإنساني ضد غرائز الفرد ورغباته غير المشروعة. التي تهدم الفرد ثم المجتمع... كما يساعد على بناء الضمير الجماعي للمجتمع الذي يشكل قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده .
4- مساعدة المسلم على فهم الحياة بنوازعها المختلفة والمؤثرة وتحقيق الاتزان في هذا الفهم مما يعدل المفاهيم والقيم ويصل بالفرد إلى الاطمئنان النفسي.
5- الاهتمام بالمسلم كإنسان في مجتمع ومحاولة التأكيـد على الروابط الاجتماعية للإنسان الأمر الذي يساعد الفرد على الانتماء للمجتمع ويزيد من صلابة المجتمع.
6- التمييز بين التغيرات الوجدانية والنفسية التي تطرأ على الفرد من ناحية وقد يساعد على إعادتها إلى السواء الوسائل الدينية المختلفة وبين الاضطرابات النفسية التي تستدعي تدخل الطبيب النفسي .
وهذه النقاط تستدعي إعادة تدريب الدعاة في المعارف النفسية ليتمكنوا من القيام بكل هذه الواجبات .
ب- ا الدور العلاجي:
المشاركة في فريق العلاج طبقا لخطة مرسومة محددة يحددها الطبيب النفسي.
. الرئيس: الدكتور / علي عبد الفتاح .